اخر الاخبار

أقلام حرة

الرئيسية | اقلام حرة | ظهيرة الغندوري

ظهيرة الغندوري

ظهيرة الغندوري اضغط على الصورة لرؤيتها في حجمها الحقيقي

يبدأ العد الزمني من آخر موجة تضرب اليابسة برفق هنا بالغندوري ، لكن مدونة الحكايات حبلها موصول . لنا متسع من الوقت كي نمتلك نشيد البحر ونحكي على لسان السادة الأفاضل . نمتلكه كله في فضاء يروم الطير والشجر والمياه الزرقاء ..لون السماء يغدو أفقا للأسئلة التي يطرحها رواد الغندوري على أنفسهم صيفا وشتاء . شغف الأسئلة قدام البحر يبعث على الإحساس بالتأمل في العميق من الأشياء ! يحكي الراوي الجماعي في عز الظهيرة أن المكان المعلوم احتضن - والعهدة على الراوي - كل أنواع الطيور المهاجرة ؛ من وإلى طنجة "البرزخ" ...حتى بات يعرف أو لنقل يشتهر ببيت الطيور أو لنقل مأواهم الدافئ ..أسطورة الغندوري مسودة لكل الأناشيد التي يحلم بها العاشقون والأفاقون على حد سواء في مدينة طنجة ..أناشيد مؤجلة إلى حين ؛ انتظار أصدائها مبعث على الانتصار على الزمن هاهنا . زمن الغندوري قاس بحبه ؛ ينال من الرواد المشاكسين ، فيدخلهم في خدره الأخاذ ، لكن سرعان ما يخذلهم ، بحيث سئموا من المواعيد المؤجلة ، ومن عشق وثني حلقاته منفرطة . تبدو أعطاف الشاطئ متوغلة في الجدار الفاصل بين النادي الملكي ومياه المتوسط ..قرب قصر الملكة الشبيه بقلعة رومانية قديمة تقام حفلات الرماية ومواسمها الباذخة ؛ حيث تفتتح صباحا بكورال ، تعزف فيه الموسيقى البدوية الأردنية لتعقبها مشهدية الغناء الأمازيغي الأطلسي بكل الأصوات الغنائية ؛ تؤديه فرق الشيخات في تناغم كبير مع صدى الموج ..ما أن تسكت الحناجر عن ترديد الأهازيج حتى يطلق الموج صرخته ..تنتهي إلى بهو المطعم وزواياه الدائرية ومسالكه الحسيرة ، حيث الرواد ، المتعطشون لوجبات الظهيرة ومباهجها . غالبا ما يهدم الغندوري تلك المسافة الفاصلة بين فضاءات المطعم والنادي الملكي للرماية ونداءات البحر ..تتداخل الأمكنة والأشخاص ، بل أكثر من ذلك تمتزج طلقات الرصاص بضحكات رواد الغندوري ! وعلى مشارف الأطلسي تربض الجياد المدثرة صهواتها بالسروج المزركشة ..تتملى بخيلاء الموج الصاعد المنكسر قدام الجدار ، وصدى صهيلها يملأ المكان . أحيانا كثيرة تمسي الأصوات عزفا موحدا ؛ مسترسلا في الزمان والمكان ، وراءه - بالطبع - صهيل الخيل وموج البحر والرصاص وأحاديث الرواد الصاخبة ...الجمع أو الملأ يمضي نحو قدر ظهيرة لا تنتهي سرديتها ، تعلو سماءها شمس مدوخة ؛ شمس يوليوز بسطوة أشعتها المائلة إلى الصفرة ، تضرب بمراجلها عمق اللحظة المنتصرة للإنسان هاهنا ..

Twitter Facebook Google Plus Linkedin email

من شروط التعليق عدم سب الاخرين و الاديان و احترام مقدسات البلاد و الا فلن ينشر تعليقك

عدد التعليقات (0)

أضف تعليقك