اخر الاخبار

أقلام حرة

الرئيسية | اقلام حرة | أوكرانيا : هل تعاد الرماح إلى جرابها ؟

أوكرانيا : هل تعاد الرماح إلى جرابها ؟

أوكرانيا  : هل تعاد الرماح إلى جرابها ؟ اضغط على الصورة لرؤيتها في حجمها الحقيقي

حرب معلنة وحروب أخرى غير معلنة ..ترفع الأصوات جهارا على الملأ لتأبيد الأزمات البشرية ! فبعيد الخروج من نفق مرض العصر الذي يحول - والله أعلم - دون تحقيق سعادة فوق الأرض ! يخرج إبليس اللعين من قمقمه ، ليحطم الليل فوق رؤوس الحالمين من الناس في مضاجعهم ومآلاتهم ..يهرعون فرادى وجماعات إلى مآوي الروح ، مذعورين من شدة الهلع الذي تخلفه طلقات الراجمات . في عز قدسية الصباح المدثر بالغابات في أوكرانيا ، ترحل الصبايا بحثا عن نهار يضيئ شمس هذا الأصيل ..ينكسر فوق الرؤوس ..ما من شمس تطلع والحرب لها بالمرصاد إلا وتضيع الأيام والذكرى في دغل موحش ، مختوم بالسواد ...هل نحتاج إلى كل هذا البارود لطرد الصبايا من حواضر أوكرانيا الجميلة ؟ مضطجع أو مستلق على رمال النسيان ، أو ذاهب في رحلة البحث عن الزمن المفقود في سلسلة الأحداث التي صاغت تاريخا ملوثا بالدماء والخراب والحرق والنار والسعير ..الأمر سيان هنا وهنالك ...انهض ؛ لا تبق مضطجعا تحت سماء تحترق لتسقط أمام عينيك السابلتين شظايا ..أوكرانيا عزيزة على الملأ الذي يهوى موسيقى النايات الحزينة . أنا أيضا أعشق بطريقتي الخاصة عزف النايات ...أنا واحد ممن يعشقون ترديد أغاني الرعاة من فوق قمم الجبال ، تيمنا بالحرية وخارج إطارات التحكم حتى لو كان عن بعد ! انثيالات سهول أوكرانيا جزء من طقوس إعداد الرغيف وصناعة حلوى العيد والأعراس ..الأشياء الجميلة تتصادى حتى لو فقدت صوتها . كل مساء تخرج الجيوش من الثكنات الخلفية للاحتراب ، في المقابل يخرج ذلك النور ؛ المتسرب من شقوق البيوت التي تركها الأوكرانيون خلفهم ، نور ينهض استعارة قوية لتعرية الجرح أنى كان حجمه ومصدره ...وعندما تتصاعد النيران والأدخنة يخرج إبليس من قمقمه ، منتصرا لرسوم الحرب التي تزين جدران المدن وواجهات المحلات التجارية بكييف وخاركوف .. كما تظهر فوق السحب بالقرى المحاذية لروسيا ، يقرأها الصغار والكبار تحت طلقات الرصاص المباغتة التي تصنع ما يشبه مأساة الحروب على حوافي الأنهار والبحار المسجورة ..رماح تأخذ طريقها نحو هدف بشري في موسم الثلوج ؛ إنه أسلوب آخر لحمل الصبايا على مغادرة الساحات العمومية قبل طلوع الشمس ..تحت جنح الليل يتخفى قمر أوكرانيا ، يمضي بعيدا حتى ينير طريق الفارين من أنفسهم ومن حب قاس ، تجرعوا مرارته منذ أمد بعيد ..بطولات تتلبس رداء شخصيات راسين المسرحية . من المجرم ومن الضحية ؟ وهل يتزوج العمل الإجرامي الحب ويصير له سندا ونصيرا ؟ فكيف نهتدي إلى فكرة أو أمر يجعلنا نعدل عن إشعال الحرب ونعيد الرماح إلى جرابها قبل فوات الأوان ؟

Twitter Facebook Google Plus Linkedin email

من شروط التعليق عدم سب الاخرين و الاديان و احترام مقدسات البلاد و الا فلن ينشر تعليقك

عدد التعليقات (0)

أضف تعليقك